اخر المعلقين

أخر المواضيع

الأربعون النووية الحديث العشرون

الحديث العشرون
الحياء من الايمان

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقبةَ بنِ عَمْرٍو الأنصاريِّ الْبَدْريِّ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

{إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ}.

رواه البخاريُّ.

شرح الحديث العشرون

قوله صلى الله عليه وسلم: ((اذا لم تستح فاصنع ما شئت)) معناهُ: إذا أردت فعل شيء، فإن كان مما لا تستحي من فعله من الله، ولا من الناس فافعله، وإلا فلا. وعلى هذا الحديث يدور مدار الإسلام كله، وعلى هذا يكون قوله صلى الله عليه وسلم: ((فاصنع ما شئت)) أمر إباحة، لأن الفعل إذا لم يكن منهياً عنه شرعاً كان مباحاً.

ومنهم من فسر الحديث بأنك إذا كنت لا تستحي من الله ولا تراقبه فاعط نفسك مناها وافعل ما تشاء، فيكون الأمر فيه للتهديد لا للإباحة، ويكون كقوله تعالى: {اعملوا ما شئتم} [فصلت:40]. وكقوله تعالى: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورَجلكَ وشارِكهُمْ في الأموال والأولاد وعِدْهُم وما يعدهم الشيطانُ إلا غروراً} [الإسراء:64].

ترجمة الراوي 

الصحابي العالم الجليل البدري العقبي الخزرجي أبو مسعود عُقْبَة بن عَمْرو بن ثَعْلَبَة بن أَسِيرَة بن عَسِيرَةَ بن عطية بن جِدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج . لم يشهد بدرًا وإنما سكن بدرًا. وشهد العقبة الثانية وكان أحدث من شهدها سنًّا قاله ابن إسحاق. وشهد أحدًا وما بعدها من المشاهد وقال البخاري وغيره: إنه شهد بدرًا ولا يصح. ويحدث عمر بن عبد العزيز في أمارته: أن المغيرة بن شعبة أخر العصر وهو أمير الكوفة فدخل أبو مسعود عقبة ابن عمرو الأنصاري جد زيد بن حسن شهد بدرًا فقال: لقد علمت نزل جبريل فصلى, فصلى رسول اللهrخمس صلوات ثم قال: "هكذا أمرت" . وبذلك عده البخاري في البدريين وقال مسلم بن الحجاج في الكنى: شهد بدرًا وقال أبو أحمد الحاكم: يقال أنه شهد بدرًا. وسكن الكوفة وكان من أصحاب علي واستخلفه علي على الكوفة لما سار إلى صفين. كان رضي الله عنه متمسكا بطاعة الرسول الله  فيما نهى عنه فقد روى البيهقي بسند صحيح عن أبي مسعود :أنَّ رجلًا صنعَ لهُ طعامًا فدعاهُ فقالَ أفي البيتِ صورةٌ ؟ قالَ : نعَم فأبى أن يدخلَ حتَّى كسرَ الصُّورةَ ، ثمَّ دخلَ . –وعنه قال : صَلَّى بِنَا حُذَيْفَةُ عَلَى دُكَّانٍ مُرْتَفِعٍ فَسَجَدَ عَلَيْهِ فَجَبَذَهُ أَبُو مَسْعُودٍ فَتَابَعَهُ حُذَيْفَةُ فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: أَلَيْسَ قَدْ نُهِيَ عَنْ هَذَا فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ أَلَمْ تَرَنِي قد تابعتك؟. قال خليفة: مات قبل سنة أربعين, وقال المدائني: مات سنة أربعين, قلت: والصحيح أنه مات بعدها, فقد ثبت أنه أدرك إمارة المغيرة على الكوفة, وذلك بعد سنة أربعين قطعًا, قيل: مات بالكوفة, وقيل: مات بالمدينة. ​

ليست هناك تعليقات